السيرة النبويّة قصّة حياة النبيّ مُحمّد عليهِ الصلاةُ والسلام هيَ من أعظم القصص التي مرّت في تاريخ البشريّة، فهيَ تروي سيرةَ خير البشر وخاتم الأنبياء والمُرسلين، وقد اعتنى العديد من العُلماء بسيرة النبيّ مُحمّد عليهِ الصلاة والسلام وصنّفوا لها العديد من الكُتب التي تُعدّ مراجعَ علميّة موثوقة في الوقوف على أبرز أحداث السيرة النبويّة العطرة.
والسيرة النبويّة هي وصفٌ دقيق لحياةِ النبيّ عليهِ الصلاةُ والسلام، حيث تتناول قصّة مولدهِ عليهِ الصلاةُ والسلام، وكذلك الأحداث التي أعقبت ولادته، وأحوال مكّة والعالم من حوله حينَ ولِد، وكيفَ أنَّ الجهل قد عمّ والفسادَ قد طمّ والكُفرَ قد طغى، وهذهِ كُلّها عوالم سوداء كانت بحاجةٍ إلى نبيّ ورسول، ثُمّ إن السيرة اعتنت بشبابه قبل البعثة وزواجه، وكذلك حينَ أُنزلَ عليهِ الوحي ليُعلنَ بدء الرسالة والتكليف، وكيفَ كانت دعوتهُ في أهل مكّة وصبرهُ على الأذى وأصحابهُ الكِرام، وكذلك تتضمّن السيرة دراسة الهِجرة النبويّة، وما بعدها من أحداث وغزوات حتّى وفاته عليهِ الصلاةُ والسلام، وفي هذا المقال سنتطرّق في حديثنا عن أبرز الأهداف التي تقف وراء دراسة السيرة النبويّة الشريفة.
أهداف دراسة السيرة النبويّة - تُعرّفك دراسة السيرة النبويّة صِفات النبيّ الكريم عليهِ الصلاةُ والسلام الخَلقيّة والخُلُقيّة، وكذلك معرفة شمائلهِ وخِصاله، فلا خيرَ في أُمّةٍ لا تعرفُ نبيّها، ولا خيرَ في شخصٍ لا يعرف نبيّه.
- بدراسة السيرةِ النبويّة فإنّكَ تعيش في خِضَمّ الحياة التي عاشها النبيّ الكريم عليهِ الصلاةُ والسلام، وتعرف كم من الأذى قد تحمّل عليهِ الصلاةُ والسلام حتّى يُبلّغ رسالةَ الله تعالى إلينا، فيزداد حُبّكَ لهُ عليهِ الصلاةُ والسلام، حينَ تقف على الجُهود العظيمة التي بذلها ليُنقذكَ بعدَ إرادةِ الله تعالى من النار ويُدخلكِ الجنّة بإذن الله.
- السيرة النبويّة تبيّن لكَ القُرآن، فهيَ تشرحُ القُرآن الكريم، خُصوصاً حين تعرف أسباب نُزول الآيات والأحداث التي دعَت لنزول الآيات القُرآنيةّ، وبالتالي تستطيع أن تُفسّر كلامَ الله تعالى على المعنى الحقيقيّ وبدون التباس أو عدم فهم، وكذلك فإنّ دراسة السيرة النبويّة ومعرفة أحداثها تجعلكَ تعرف التسلسل الزمني للآيات الكريمة، وكذلك معرفة الناسخ والمنسوخ من آياتِ القُرآن الكريم.
- تُبيّن لكّ دراسة السيرة النبويّة حديثَ رسولِ الله صلّى الله عليهِ وسلّم، فهوَ أقوالهُ وأفعالهُ وتقاريرهُ عليهِ الصلاةُ والسلام.
- تُفقّهك السيرة النبويّة بالدين، فإنَّ الفِقه هوَ الفهم الذي يستند إلى أدلّة، وفي أفعال النبيّ الكريم عليهِ الصلاةُ والسلام ما يُفقّهُ المُسلمَ بدينه، خُصوصاً حين تدرسُ السيرة النبويّة بمواقفها النبويّة التي تُبيّن الأحكام الشرعيّة إزاءَ كُلّ موقف، فتتبلور لديكَ حقيقة الحُكم الشرعيّ وذلك بحس واقع الحال الذي نقلتهُ لنا أخبار السيرة النبويّة الشريفة.